آآآآه يا معلمي

بسم الله الرحمن الرحيم


من دون مقدمات
لكم الواقعة بكل تفاصيلها




أثناء تجوالي في أحد الأماكن العامة
لمحته من بعيد
دققت في ملامحه
هو لا سواه
معلمي الفاضل (.......)





لم تتغير ملامحه كثيراً
حتى وإن غطى الشيب مناطق كبيرة من لحيته وشعره
إلا أنّ ملامح الوجه المبتسم دائماً لا يمكن نسيانها بسهوله
وإن كانت النظره الأخيرة كانت قبل ست سنوات من الآن





مهلاً!!
إنه ينظر لي
وتبدو عليه السعادة
وكأنه يقول في قرارة نفسه
ما بكـ ..؟؟
لماذا لا تقترب وتلقي التحية عليّ!!





لم أكن في وضع يسمح لي بفعل هذا الأمر يا معلمي
فشعرت حينها بأنني مشلول الحركه
وكأنني غير مصدق لما أراه في تلك اللحظة
فمن بعد سنوات ليست بالقليلة أراكـ أمامي
وأنا الذي لم أسال عنك يوماً





في برهة من الزمن
أعدت شريط ذكرياتي المدرسية الجميلة وأنت فيها معلمي
أيام مرحلتي الإبتدائية
وكأنّ القدر يلزمكـ بأن تكون معلمي





في لحظات ترددي بالحديث له
وخشيتي من نسيانه التام لي
وجدته يبتعد رويداً رويداً عن مكان الحدث
وكأنه يودعني
وهو يلوموني لعدم زيارته ولو لمرة واحدة على مر هذه السنوات





تبعته
فلم أجد سوى رائحة عطر زكي تلف المكان
تُذكرني به
وبعبق حضوره الرائع





عدت كما التائه للمنزل
حزيناً على عدم الحديث مع معلمي
فكان في جعبتي الكثير
وددت أن أحدثه عن مدى الإحترام الكبير الذي أكنه له
ومدى تأثيره الإيجابي في أمور كثيرة من حياتي





انطلقت ذات يوم لمدرستي القديمة
علّي أجده أمامي
وأقوم بكل ما ذكر في الأعلى
صدمني وكيل المدرسة بقوله:-
لقد تقاعد معلمكـ من مهنة التدريس منذ زمن




آآآآآه يا معلمي
تأخرت كثيراً في زيارتكـ
وكم أتمنى أن يجمعني بكـ القدر ثانية
لكي أقدم لكـ الشكر الجزيل
على كل ما قدمته لي
ولكن تأكد يا معلمي
أنني لن أنساكـ .. أبداً
وسأظل أدعو لك .. ما حييت


همسة لكل من يشاهد هذا الموضوع:-

هل فكرت ولو لمجرد التفكير بأن تقوم بزيارة قصيرة لمعلم لك لا تزال ذكراه عالقة في ذهنك، أم أنّ - الظروف - كما ندعي جميعاً قد شغلتك عن مثل هذا الأمر - الغير مهم - للبعض؟